الخميس، 16 فبراير 2012

على ظمإٍ مِنّا سُقينا التَّمرُّدا


على ظمإٍ مِنّا سُقينا التَّمرُّدا *** وقلنا لروح الشمس عودي مُجدَّدا
هتفنا لها حتى كأنَّ هتافنا *** لكل حزانى الأرض يضرب موعِدا
غسلنا بها عار السياط وخوفنا *** زمانَ سكتْنا واحتَرفْنا الترددا
أرى الحر لا ينسى طباع جدوده *** فما السيف إلا السيف لو كان مُغمَدا
وما قوَّة الطغيانِ إلا بضعفنا *** وما صَبَر المظلوم إلا تعوَّدا
ومن حسراتِ البوعَزيزيِّ يرتدي *** ملابسَ من نورٍ ويقتحم الردى
تعالى صراخ الثائرين بتونس *** فكانوا له أهلا وكانوا له يدا
تسرَّبَ عطر القيروان قصيدة *** بأحرفها السكرى تَغَرْغَرْتُ مُنشِدا
تُعيدُ متى استعبدتم الناس فكرة *** لِيعرفَها شعب عصيٌّ على العِدى
فكان النشيد التونسيُّ دليلها *** وكانتْ له معنى جديدا ومولدا
سمعتُ حديث النِّيلِ فاغتلتُ هدْأتي *** وقلتُ لقلبي غنِّ ماشِئْتَ للنَّدى
إذا ما طغى فِرعونُ وامتدَّ مُلكه *** سيُغرقه موسى إذا البحرُ أزبدا
ولمْ أرَ فخراً كالشعوب عزيزةً *** ولمْ أرَ عدْلاً كالزعيمِ مُصفَّدا
كذلك قالت مصرُ حين هبوبها *** لِتفتح باباً دونَ غزَّةَ مُوصَدا
هو الغضب المدفون في رَمْلة الأسى *** يزيد شبابا بالبكا وتَوَقُّدا
وتسحبني الذكرى لأيام مأرب *** ويومَ سُليمانٌ يُسائِلُ هُدهُدا
أفتش عن سيف ابن ذي يَزَنٍ بها *** فَيَحْضُرني جمْعاً وقد كان مُفرَدا
يُرابطُ للتغيير لا سيفَ عنده *** وبالسِّلمِ في الثوراتِ يزدادُ سُؤددا
تودعني صنعاءُ وهْيَ صبورةٌ *** فأذْكرُ فيها منْ طرابُلْسَ مَشْهَدا
سيَكتُبُ تاريخَ النَّخيلِ صُمودُهُ *** وتُشْهِرُ بنْغازِي الحُسامَ المُهنَّدا
وفي عمر المختار للحق غضبةٌ *** فمنْ شاءَ فلْيرحلْ ومن شاءَ هدَّدا
إذا سقت الأرضَ الدماءُ شهادةً *** تداعت جموع الغاضبينَ لِتَشْهَدا
فَلا تجزعي يا شامُ إمّا تقرَّحتْ *** جفونكِ سُهداً واخْتَنقْتِ تنهُّدا
ولا تَعتَبي إمَّا تعدَّد في الهوى *** غناءٌ سيبقى العِشقُ فيكِ مُوحِّدا
كسرْتِ قيودَ الأربعين وقدْ كفى *** بِقابيل ظُلماً ما اسْتَباحَ وبَدَّدا
إذا الرأي ممنوعٌ و نطقي جريمَةٌ *** وإنْ قُلتُ حَرِّرْني تقول غداً غَدا
فكيف تعود الأرضُ يوماً لِأهلها *** وَ هَا رَجُلُ التحرير عاشَ مُقيَّدا ؟
وكيفَ أخي الإنسان هانتْ كرامتي *** عليْكَ فلا مَنّاً تُريدُ وَلا فِدا ؟
سأخرُجُ منْ قبري و أَبْسَمُ للضُّحى *** وأَرْفُضُ قَهْري والهَوانَ المُؤبَّدا
قرارٌ بقتل الخوفِ ما عنْهُ رجْعَةٌ *** فقدْ غصّتِ الساحاتُ و ارْتفع النِّدا
الشاعر الشنقيطي : الشيخ ولد بلعمش

هناك تعليق واحد:

مدونة أهل آماه سادة الدنيا يقول...

لك يا فحل شنقيط يا شاعرنا الكبير